الألم لدى مرضى التصلب المتعدد
مرض التصلب المتعدد أو التصلب اللويحي هو خلل يصيب الجهاز المناعي، مما يدفعه إلى مهاجمة الخلايا العصبية و تحديداً غلاف الخلية العصبية الدهني، مما يعرقل الجهاز العصبي عن أداء مهامه في الجسم؛ لذا يترتب على ذلك عدة أعراض طبقاً لموضع و وظيفة الأعصاب المُتضررة، و من أشهر تلك الأعراض:
- ازدواجية الرؤية و عدم وضوحها، و يرجع ذلك إلى التهاب العصب البصري.
- إحساس بالتنميل و الوخز في أحد أو جميع أطراف الجسم.
- عدم القدرة على التحكم في الإخراج أو التبول.
- خلل في اتزان الجسم.
- صعوبة الحركة و المشي بشكل طبيعي.
الألم لدى مرضى التصلب المتعدد:
يعد الألم من أكثر الأعراض المنتشرة لمرضى التصلب المتعدد، و قد يكون من أهمها لدى لبعضهم، و يرجع ذلك إلى أن الألم قد يُشعرهم بتفاقم حالتهم، كما يعطلهم عن ممارسة الحياة اليومية بصورة فعالة.
يعاني مرضى التصلب العصبي المتعدد من ألم في مرحلة أو أخرى خلال رحلة مرضهم، و قد يعاني البعض من ألم طويل الأمد، الذي قد يصل إلى كونه ألماً مستمراً يؤثر على حياتهم.
هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من احتمالية التعرض لهذه الآلام مثل زيادة التوتر، الإرهاق، الأمراض الأخرى و الحرارة الزائدة.
أنواع الألم التي ترافق مرض التصلب المتعدد:
ينقسم الألم الناتج من مرض التصلب المتعدد إلى نوعين. النوع الأول هو ألم الأعصاب و هو الألم الناتج من المرض في حد ذاته، و النوع الثاني هو ألم الجهاز العضلي الهيكلي الذي يشمل الآلام الناتجة عن تغييرات في الجسم بسبب المرض.
يمكن أن يكون كلا النوعين حادًا، و يكون له بداية سريعة و قصيرة المدة، أو مزمنًا، حيث يبدأ تدريجيًا و يستمر يوميًا، و إليكم تفاصيل كلا النوعين:
1-ألم الأعصاب:
ألم الأعصاب هو نتيجة مباشرة لمرض التصلب المتعدد، حيث يُحدث تلفاً في الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي الذي يشمل كلا من المخ و النخاع الشوكي.
- آلام الوجه الناتجة عن العصب ثلاثي التوائم (Trigeminal Neuralgia):
ينتشر ألم العصب ثلاثي القوائم بين مرضى التصلب المتعدد، و هو عبارة عن آلام حادة كهربائية تتشابه مع وخز الإبر، في أحد جانبي الوجه و تحديداً في منطقة الخدود، حيث تمتد لعدة ثوان، و قد يحدث الألم عدة مرات على مدار اليوم و يتم تحفيز ظهوره بملامسة الوجه، تعرضه للهواء، أو حتى مع المضغ، و قد يخطئ البعض في تصور أن الألم ناتج عن مشكلة في الأسنان.
- ألم حارق في الأطراف:
قد يظهر ألم حارق في إحدى أطراف الجسم، إلا أنه غالبًا ما يُصيب الساقين، و هي آلام مستمرة أو متقطعة و تزداد سوءاً أثناء الليل، و يرجع ذلك إلى التغييرات التي تطرأ على الإشارات الحسية في النخاع الشوكي و المخ، نتيجة غياب طبقة الميالين المحيطة بالخلية العصبية.
- عِناق التصلب المتعدد (MS Hug):
عِناق التصلب المتعدد هو الشعور بالضيق و الإحساس بالضغط، و غالبًا ما يتمركز حول الصدر، أو إحساس الألم في الضلوع.
- التهاب العصب البصري:
التهاب العصب البصري يؤدي إلى ألم حاد خلف العين خاصة مع تحريك العينين، كما يتسبب في ازدواجية الرؤية و ضبابيتها مع عدم وضوح الألوان.
- فرط الحساسية عند اللمس:
فرط الحساسية هو رد فعل مؤلم لأشياء غير مؤلمة عادة، مثل حالات استخدام فرشاة ناعمة، ارتداء الملابس أو التعرض للرياح.
- ظاهرة ليرميت (Lhermitte’s Phenomenon):
ظاهرة ليرميت هي إحساس مفاجئ بصدمة كهربائية تنتشر عبر الجسم عند ثني العنق إلى الأمام، و قد تحدث لمرضى التصلب المتعدد. عادة ما يستمر ذلك الإحساس لأقل من ثانيتين.
2- ألم الجهاز العضلي الهيكلي:
ألم الجهاز العضلي يحدث بسبب التغيّرات التي تطرأ على الجسم بسبب مرض التصلب العصبي المتعدد، تلك الآلام تتعلق بتلف العضلات، الأوتار و الأربطة، و من أمثلة آلام الجهاز العضلي الهيكلي:
- آلام الفخذ و الظهر الناجمة عن تغيّرات طريقة المشي، حيث يتسبب مرض التصلب العصبي المتعدد في تصلب، تشنج أو ضعف العضلات، أو بسبب مشاكل الاتزان.
- آلام و تيبس في الظهر و الرقبة التي تتدرج في شدتها، و تحدث نتيجة قلة الحركة و الجلوس لفترات طويلة بسبب الإرهاق أو صعوبة المشي أو عدم القدرة على الوقوف لفترات طويلة.
- آلام العضلات أو المفاصل بسبب التشنجات أو التصلب العضلي.
- آلام أسفل الظهر و منطقة الفخذين قد تحدث أيضاً نتيجة ضعف العضلات المتواجدة في أسفل العمود الفقري، مما قد يدفع المريض إلى استخدام العكاز.
- الآلام المرافقة لحوادث السقوط بسبب ضعف العضلات، أو صعوبات المشي و الاتزان.
- آلام أسفل الظهر قد تكون نتيجة الإصابة بالإمساك، كأحد أعراض مشاكل الإخراج لدى مريض التصلب المتعدد.
- قد يحدث الألم في موقع حقن العِلاجات المعدلة لمسار المرض.
كيفية التعامل مع الألم لدى مرضى التصلب المتعدد:
يجب معالجة الألم بالشكل الملائم، هذا لأنه أحد سمات مرض التصلب المتعدد و ذلك من خلال العلاجات المختلفة المخففة للألم، إلى جانب العلاج الدوائي للسيطرة على نشاط المرض و هجماته، و تختلف خطة العلاج طبقاُ لنوع الألم كما يلي:
1- علاج الألم الناجم عن الأعصاب:
- تناول المهدئات و مضادَّات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل أميتريبتيلين .(Amitriptyline)
- تناول مضادات التشنج مثل جابابنتين (Gabapentin)، بريجابالين (Pregabalin)، كاربامازيبين(Carbamazepine)، لاموتريجين (Lamotrigine)، فينيتوين (Phenyotion) ، التي تساعد على التحكم في آلام الوجه الناتجة عن ألم العصب ثلاثي التوائم و أيضاً آلام الأعصاب الحادة الأخرى، و ذلك للتخلص من الآلام الحارقة و إحساس الوخز.
2- علاج آلام الجهاز العضلي الهيكلي:
- تناول الأدوية المسكنة و مضادات الالتهاب الغير الأستيرويدية (NSAIDS)، مثل إبيبروفين و الديكلوفيناك.
- تناول الأدوية الباسطة للعضلات مثل الباكلوفين.
- قد يلجأ البعض إلى حقن البوتكس لبعض الحالات التي تعاني من تشنجات عضلية عنيفة.
- ممارسة التمارين الرياضية بصورة مُنتظمة، مما يساعد في تخفيف العديد من أشكال الألم، خاصة آلام الظهر و الآلام العضلية، كما تساعد في تخفيف الشعور بالإرهاق و رفع معنويات المريض.
- الاهتمام بالحصول على نوم كاف و مريح.
عند شعورك بالألم، يمكنك التحدث إلى الأستاذ الدكتور عمرو حسن الحسني استشاري المخ و الأعصاب حول مكان الألم و أوقات حدوثه، لكيما يقدم لك المساعدة الطبية الملائمة و النصائح الإرشادية للتحكم في ذلك الألم.
خدمة الزيارات المنزلية متاحة الآن لكل من يعاني من صعوبة الوصول إلى عيادة الأستاذ الدكتور عمرو حسن الحسني استشاري المخ و الأعصاب الباطني، و لمعرفة كافة التفاصيل عن الخدمة أضغط هنا .
يوجد أيضاً خدمة الكشف عبر الفيديو كول التي يقدمها الأستاذ الدكتور عمرو حسن الحسني استشاري المخ و الأعصاب الباطني، لكي تتمكن من الاستفادة بالاستشارة الطبية في حال تواجدك خارج مصر، و لمعرفة كافة التفاصيل عن الخدمة أضغط هنا.